جاكرتا (رويترز) - قال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الثلاثاء ان جهود واشنطن للتواصل مع العالم الاسلامي جادة وستساعد في تحسين أمن الولايات المتحدة لكنه سلم بأن هناك المزيد من العمل الذي يتعين عمله.
ووصل اوباما يوم الثلاثاء في زيارة تم تأجيلها مرتين لاندونيسيا أكبر الدول الاسلامية تعدادا للسكان في العالم. وقبل ان يغادرها يوم الاربعاء يعتزم أوباما القاء خطاب يستهدف التواصل مع العالم الاسلامي يشيد فيه باندونيسيا بوصفها مجتمعا متسامحا ومثالا للديمقراطية الناشئة.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو "فيما يتعلق بالتواصل مع العالم الاسلامي فانني أعتقد ان جهودنا جادة ومستمرة".
وأضاف "نحن لا نتوقع ان نتمكن من ازالة بعض أوجه سوء الفهم وانعدام الثقة التي نمت خلال فترة طويلة من الزمان بالكامل لكننا نعتقد اننا في المسار الصحيح."
ومازال اوباما يتمتع بتأييد قوي في اندونيسيا حتى رغم ان الثقة فيه تراجعت في دول اسلامية اخرى منذ الكلمة المهمة التي ألقاها في القاهرة في يونيو حزيران 2009 للتواصل مع العالم الاسلامي.
وأدت حروب الولايات المتحدة الطويلة في دول اسلامية مثل أفغانستان والعراق الى فقدان الثقة فيه اضافة الى تعثر مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأشار اوباما الى عدد من الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة للتواصل مع المسلمين والتي تشمل مبادرات التعليم والاعمال مثل الاجتماع الذي استضافه هذا العام وجمع مديري مؤسسات تجارية مسلمين من انحاء العالم في واشنطن.
وقال اوباما "من خلال توسيع اطار العلاقة وتعزيزها فان ذلك يبني الثقة ويتيح مزيدا من الاتصالات بين الاشخاص."
وأضاف أوباما "سيكون أمرا جيدا لامننا لكنه سيكون جيدا أيضا للهدف الاكبر للتفاهم بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي. أعتقد انه مشروع لم يكتمل بعد وعلينا ان نقوم بالكثير من العمل بشأنه. وهو لن يلغي أو يحل محل حوار جاد بشأن قضايا سياسية ملموسة."
وسئل اوباما بشأن قضية سياسية صعبة في المؤتمر الصحفي هي مضي اسرائيل قدما في خططها لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية العربية رغم المعارضة الشرسة من الفلسطينيين.
وجاء هذا الاعلان في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة سعيا لاحياء محادثات السلام بشأن الشرق الاوسط التي تعثرت بسبب قضية بناء المستوطنات اليهودية.
واستضاف اوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن في سبتمبر ايلول على أمل استئناف المحادثات.
وقال اوباما ان بناء مثل هذه الوحدات السكنية يمكن ان يجعل مفاوضات السلام أكثر صعوبة.
وقال "هذا النوع من النشاط غير مفيد على الاطلاق عندما يتعلق الامر بمفاوضات السلام. وأنا أشعر بالقلق من اننا لا نرى أيا من الاطراف يقوم بالجهد المطلوب لتحقيق انفراجة."
وقال أوباما ان جهود السلام ستستمر. وأضاف "من مصلحة شعب اسرائيل ومن مصلحة الشعب الفلسطيني تحقيق تسوية وتحقيق انفراجة. لكن مثل هذه الخطوات التصعيدية يمكن ان تؤدي الى تدمير الثقة بين الاطراف.