لماذا دربي الغضب سيكون مهماً؟ أليست مباراة بثلاثة نقاط كأي مباراة أخرى في الدوري الإيطالي؟ قد يعتقد البعض الآخر أنها مباراة معنوية فقط في دربي مدينة ميلانو، لكن الحقيقة مختلفة وهذه نصف الحقيقة، لأن الديربي ببساطة قد يكون فرصة الميلان الحقيقية وطريقه لقمة بالاسكوديتو الغائب عن خزائنه منذ مدة طويلة.
لماذا هذه المباراة فرصة للميلان؟ لأن الميلان الفريق الوحيد بالإضافة الى فريق لازيو الذين لم تحل عليهم لعنة الإصابات الجماعية هذا الموسم وإن كان الميلان خسر لاعبين بعد أصابة البطة البرازيلية باتو ولكن تبدو أصابته طفيفة وهي عبارة عن شد عضلي، كما أصيب المخضرم فيليبو انزاغي بعد دقائق قليلة من دخوله الر ارض الملعب بديلاً أمام باليرمو. لكن يبقى وضع الميلان مع الإصابات أفضل بكثير من يوفنتوس وإنتر ميلان اللذان يعانيان من إصابات بالجملة تؤثر على مستوى ونتائج الفريقين.
لازيو بدأ منذ اسبوعين يعاني من الإرهاق والإنخفاض التدريجي والمعنوي في المستوى والنتائج، النيرادزوري بدأت اصابات لاعبيه تؤثر جدياً على مستوى ونتائج الفريق، بينما الميلان في هذه الأيام بدأ مدربه اليغري بإيجاد التوازن المفقود منذ اول البطولة في الفريق وتحديداَ في وسط الفريق ومما لا شك فيه ان لعودة الكابيتانو الرائع أمبروسيني الى وسط الفريق دور حاسم نظراً لخبرة الكابيتانو في ربط خطوط الفريق وهو من القلائل الذين يتمتعون بمستوى ثابت طوال الموسم رغم تقدمه بالعمر.
الديربي بين انتر ميلان سيكون من أجمل وأقوى المباريات الأوروبية هذا الموسم خاصة وأن مخاض ولادة البطولة الغالية قد تكون في هذا اللقاء. وكيف يكون مخاض الولادة؟ من الواضح أن الروسونيري إذا استفاد من تعثر فرق المقدمة واصابات لاعبيها وإذا ما تمكن المدرب أليغري قيادة الفريق في الأسابيع القادمة بدهاء وبدون ارتكاب الأخطاء فإن الميلان سيقوم بتوسيع الفارق بينه وبين الندية الأخرى المنافسة وهذه بالطبع سيعطي الروسونيري افضلية للظفر باللقب لأن توسيع الفراق بستة نفاط سيجعل الفريق يلعب من دون ضغط ويجمع النقاط وهي نفس الطريقة التي كان انتر ميلان يقوم بها منذ عدة مواسم عندما يخلق هامش من النقاط بينه وبين بقية المنافسين بحكم جاهزيته الدائمة والإنسجام الكبير بين صفوفه و احتفاظه بدكة احتياط مميزة بالمقابل كان الميلان يعاني عند اصابة اي لاعب اساسي لديه كما حصل الموسم الماضي بعد اصابة الجلاد نيستا وباتو والمداورة بين تياغو سيلفا ورونالدينيو في الإصابة بسبب عدم وجود لاعبين على دكة البدلاء قادرة على سد فراغ الاعبين المصابين. هل هذا السيناريو ممكن ان يقوم به الروسونيري؟
على ما يبدو ان المدرب أليغري يجهز لهذا السيناريو للإطباق على البطولة في المرحلتين القادمتين وصنع فارق النقاط في المراحل التالية للإستفادة من تعثر الفرق الأخرى واصابات نجومها فنلاحظ كيف بدأ بإستعمال نظام المداورة بين لاعبيه بطريقة لا تنقص من فاعلية الفريق وقيمته ففي المباراة السابقة واليوم اراح اليغري مايسترو الوسط بيرلو المنهك بدنياً وأراح جاتوزو ايضاً وقلب الدفاع اليساندور نيستا وفي المباراة السابقة أراح تياغو سيلفا واشركه اليوم وأراح أيضا رونالدينيو . أما روبينيو فأشركه في الشوط الثاني مما يعني ان اليغري يحاول الإستفادة من كل اوراقه الرابحة خاصة مع عودة امبروسيني وفلاميني من الإصابة وتقديمهما مستوى ممتاز في المباراة السابقة وفي مباراة اليوم.
إلا ان هذا السيناريو يشوبه بعض الشوائب قد تقضي على مخطط اليغري، أولاً اصابة باتو إذا كانت خفيفة فهي لن تؤثر على الفريق أما إذا كانت إصابة باتو قوية وفي نفس موضع ومكان إصابة الموسم الماضي و ستبعده عن المشاركة في الديربي وما بعد الديربي فالهجوم الميلاني سيخسر الكثير من فعاليته من دون وجود باتو. ثانياَ السويدي زلاتان ابراهيموفيتش شارك في كل مباريات الميلان ولم يرتح أو يغيب عن اي مباراة منذ انضمامه للروسونيري فهناك خوف من اجهاده واصابته لأنه بغياب باتو وغيابه ستقع الكارثة في الهجوم الميلاني خاصة وان السلطان كان حاسماً في كل مباريات الميلان بالرغم من انتقاد البعض للسويدي على خلفية انانيته او عدم تقديمه المجهود الكبير داخل المباراة الا ان السويدي اكد انه الورقة الرابحة فحتى لو غاب عن كل المباراة يعود وبلمسة واحدة ليصنع الفارق كما فعل في مباراة ريال مدريد في السان سيرو عندما صنع الهدف الأول لفيليبو انزاغي بتمريرة ذكية غالط فيها الحارس الملكي والدفاع المدريدري او في مباراة اليوم حيث خسر في الشوط الثاني العديد من الكرات السهلة ليعود ويمرر النمريرة الحاسمة للكابيتانو امبروزيني التي تحصل منها امبروزيني على ركلة جزاء انبرى لها السلطان ابرا و دكها بكل ثقة في شباك باليرمو وعاد ابرا ومرر كرة ذهبية لروبينيو المنطلق من الخلف ليسجل هدف ميلان الثالث.
إذًا اصابة إبرا في هذه المراحل الحساسة من عمر الكالتشو ستقضي على مخطط الميلان ومدربه أليغري في التقدم خطوة كبيرة نحو الأسكوديتو. ثانياً، على اليغري الحذر من حارسه أبياتي الذي يتلقى اهداف عديدة قد لا تكون اهداف سهلة ولكن قد يكون غيره قادراً على صدها لو كان مكانه حارسًا للميلان، أبياتي تألق في بعض المباريات بشدة واخطا في العديد من الأهداف ايضاً كما فعل أمام مدريد في هدف بيدرو ليون وفي هدف باليرمو اليوم ،مما يؤكد ان مستواه ليس ثابتاً وهي نقطة ضعف كبيرة في هذا المركز لفريق يريد ان ينافس بقوة على الإسكوديتو.
لكل من ينتظر دربي الغضب أقول سيكون دربي اسطوري ويكفي اليوم ان تسمع اصوات جماهير الروسونيري في ملعب السان سيرو على شاشة التلفاز التي هدرت بقوة مدوية فرحةً عندما وصلت انباء تعادل انتر ميلان بعد تقدم فريق الميلان في السان سيرو مما يؤكد ما للديربي من قيمة معنوية ورمزية ايضا للجماهير الميلانية المتعطشة للتصدر وللإسكوديتيو المنتظر بعد طول غياب.
ديربي الغضب بين الروسونيري والنيراتزوري يعدنا بالكثير من الأحداث، الدبربي سيؤكد وينفي العديد من الأمور فلننتظر هذا الديربي المنتظر بشوق لنرى ما اذا كان الإعصار الميلاني سيتمدد في ليلة الثأر من الجار الثقيل انتر ميلان او ان النيراتزوري سيخمد الإعصار الميلاني وينهي احلامه قي الإسكوديتو كما فعل في السنوات الأخيرة.
الميلان يمسك بالصدارة بعد فوزه على باليرمو ولازيو يخسر امام تشيزينا بهدف وانتر ميلان يتعادل والبوفنتوس يتعادل. هذه حصيلة الكالتشو الإيطالي في هذه الجولة. الميلان يعود بقوة ويضرب موعداً مشوقاً مع غريمه التقليدي الإنتر في دربي الغضب واستعادة العنفوان والكرامة للروسونيري الذي سيكون مفترق كبير ومهم في صراعه على القمة.