حينما كنا صغاراً.. كنا نراك كبيراً كبيراً.. فلما يا وطنى كبرنا وصرنا كباراً بتنا نراك ويا أسفى.. صغيراً صغيراً!.. مالك يا وطن؟.. أراك مهزوماً!.. أراك مهموماً!.. ومخذولاً ومملوءاً بالمحن.. كل من فيك احتقن!.. كل الصبايا فى شجن.. والجمع مقهور وهائم فى حَزَنْ.. لا طفولة أو سعادة فى هذا الزمنْ.. يا رب ما كل هذا التداعى والتراخى والوهنْ.. قل لى بربك ما بك؟.. أجبنى يا وطن!.. قد كنت دوما راسخاً كما الجبل التليد.. فكيف بالله صرت يا جبل كما كُرة الجليد.
كل أولادك حائرٌ أو شقى ولا سعيد، رحم الله الجدود والآباء فأخذهم وأراحهم.. وليس لنا إلا الدعاء لكل مولود أو حفيد.. بالصبر والسلوان وانتظار مولود.. قد يكون هو «الرجل الرشيد»!.. لله درك يا وطن!.. ولنا الله نحن فقد اختفت كل الأغانى والأمانى والنشيد.. كل الطوائف فى اقتتال أو معارك واعتصام.. كيف للمظلوم أن يحيا وأن يسعد أو ينام.. كيف للمحروم أن يهنأ واللحم ينهشه اللئام.. وكيف، وكيف، وكيف.. لا فرق يبدو بين الحلال والحرام.. إذا ما الظلم ساد فقل على الحق السلام.. وجميعنا سيغرق فى لجام ولطام وظلام![/color]